"جونسون آند جونسون" تهدف لتصدر علاج الأورام وتخطي "أزمة التلك"

منذ أشهر طويلة، تحاول شركة "جونسون آند جونسون" العملاقة للمستحضرات الطبية تجاوز أزمتها الشهيرة الخاصة بـ"بوردرة التلك"، والتي كانت يوما ما أحد العلامات التجارية الرائدة في انتاجها على مدار عقود.

ويوم الاثنين، أكد خواكين دواتو، الرئيس التنفيذي لشركة جونسون آند جونسون، في حديث مع شبكة "CNBC"، إن هدف الشركة أن تصبح الشركة الأولى في مجال علاج الأورام عالميا.

وعلى هامش مؤتمر ASCO (الجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري) المنعقد في شيكاغو، تحدث دواتو عن أحدث نتائج أبحاث الشركة في علاج سرطان الرئة باستخدام عقار RYBREVANT، مشيرا إلى تقدم كبير في هذا المجال مقارنة بنتائج الشركات المنافسة، والتطلع إلى تحقيق أكثر من 5 مليارات دولارات من المبيعات خلال العام الجاري.

وحول كونها الشركة الثالثة عالميا في الأسواق في مجال علاج الأورام، أكد دواتو أن "جونسون آند جونسون" تهدف إلى الاستمرار في الاستثمار في أبحاث علاج الأورام لتصبح الشركة الأولى في هذا المجال بنهاية العقد الحالي، والوصول بمبيعاتهم إلى 50 مليار دولار.

وبينما كان دواتو يتحدث، صعدت أسهم الشركة خلال التعاملات في وول ستريت بنسبة 0.74%، ليصل سعر السهم إلى 147.75 دولار. خاصة إن تصريحاته تزامنت مع إعلان شركة Rapport Therapeutics، المدعومة من "جونسون آند جونسون"، أنها تستهدف تقييمًا يبلغ حوالي 637 مليون دولار في طرحها العام الأولي في الولايات المتحدة، حيث تنضم شركة الأدوية الحيوية إلى مجموعة من الشركات التي تتطلع إلى إدراج أسهمها وسط انتعاش في أسواق رأس المال.

وقالت Rapport، التي تنتج الشركة أدوية جزيئية صغيرة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات الجهاز العصبي المركزي، مساء يوم الاثنين إنها تسعى إلى جمع ما يصل إلى 144 مليون دولار من خلال بيع 8 ملايين سهم بسعر يتراوح بين 16 و18 دولارًا للسهم.
وخلال السنوات الأخيرة، تعاني جونسون آند جونسون من أزمات متكررة، هبطت بسعر أسهمها من قمته التاريخية فوق 182 دولار في 22 يونيو (حزيران) عام 2022، إلى قاع عند مستوى 143 دولار في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وعن أبرز أزمات "جونسون آند جونسون" الأخيرة، والمعلقة بالقضايا المرفوعة ضدها بسبب منتجاتها من "بودرة التلك" بدعوى تسببها في السرطان، قال دواتو إن الشركة ماضية قدما من أجل الوصول إلى حل نهائي للأزمة، عبر خطوات مؤسسية تستهدف الحصول على موافقة أكثر من 99% من أصحاب الدعاوى القضائية. مؤكدا ثقته في أن تؤتي هذه التوجهات أكلها بالتوصل إلى تسوية.

وفي مطلع شهر مايو (أيار) الماضي، قالت شركة Johnson & Johnson إنها ستدفع 6.5 مليار دولار لتسوية آلاف الدعاوى القضائية في الولايات المتحدة التي تدعي إن منتجاتها القائمة على مادة التلك تسبب سرطان المبيض، لتكون تلك الصفقة بذلك أحد أكبر صفقات التعويضات في تاريخ القضاء المعاصر.

وعلى مدار عقود، شاع استخدام مسحوق بودرة التلك لتجنب الطفح الجلدي لدى الأطفال والبالغين، لكن دراسات حديثة أشارت إلى احتمالية احتواء المسحوق على نسب ضئيلة من مادة الأسبستوس، وهي مادة مسرطنة. وتقول شركة جونسون آند جونسون إن بودرة الأطفال ومنتجات التلك الأخرى آمنة، ولا تحتوي على الأسبستوس، ولا تسبب السرطان.

اقرأ أيضا: أسهم Bank of America تخسر 10 مليارات دولار في يوم واحد.. وسهم Johnson & Johnson يهوي لأدنى مستوى في 3 سنوات

وبحسب المعلومات المتاحة، عرضت "جونسون آند جونسون" دفع مبلغ التسوية على مدار 25 عاما للمدعين، وحثت المدعين على قبول الصفقة لأنها أفضل من انتظار المحاكمة التي ربما تستغرق عقودا ونتائجها غير محسومة.

ولقبول الصفقة، يجب الحصول على موافقة 75% على الأقل من بين 54 ألف شخص تقدموا بدعوات قضائية ضد الشركة خلال 3 أشهر. بينما ستسمح الصفقة للشركة بحل الدعاوى القضائية من خلال تقديم طلب إفلاس ثالث لشركة فرعية، هي LTL Management.

وسبق أن استخدمت شركة جونسون آند جونسون مناورة مؤسسية لوضع التزاماتها المتعلقة بالتلك في شركة تابعة تقدمت بطلب إفلاس في عام 2021. وقد منع الإفلاس الدعاوى القضائية من المضي قدمًا ضد شركة جونسون آند جونسون، على الرغم من أنها لم تتقدم بطلب إفلاس بنفسها.

وفشلت هذه المحاولة ومحاولة أخرى مماثلة لحل الدعوى القضائية حيث قضت المحاكم بأن شركة جونسون آند جونسون والشركة التابعة لها ليست في ضائقة مالية، وبالتالي فهي غير مؤهلة للإفلاس.

لكن يبدو أن الخطة تعثرت مجددا، إذ أقامت مجموعة من ضحايا السرطان دعوى قضائية ضد شركة جونسون آند جونسون، في 22 مايو الماضي، متهمة الشركة بالاحتيال من خلال الجهود المتكررة والمتواصلة لاستخدام إفلاس شركة وهمية لحل عشرات الآلاف من الدعاوى القضائية.

وتسعى الدعوى الجديدة إلى الحصول على حكم بأن تلك العمليات كانت احتيالية لأنها أجريت فقط لحماية أصول جونسون آند جونسون من دعوى التلك.

وقام خمسة مدعين، يسعون لتمثيل أكثر من 50 ألف شخص رفعوا دعوى قضائية ضد شركة جونسون آند جونسون بسبب منتجات التلك الخاصة بها، برفع دعوى قضائية جماعية مقترحة في المحكمة الفيدرالية في نيوجيرسي... وهم يزعمون أن استراتيجية إفلاس شركة جونسون آند جونسون وضعت مليارات الدولارات بعيدًا عن متناول المدعين في محاولة "لعرقلة وتأخير وخداع هؤلاء النساء ومنعهن من الحصول على حقهن في المحكمة".

بينما قال نائب رئيس التقاضي في شركة جونسون آند جونسون، إريك هاس، إن الدعوى القضائية كانت بمثابة محاولة عرقلة من جانب محامي المدعين، الذين لا يريدون لعملائهم التصويت على أحدث تسوية إفلاس مقترحة للشركة. وقال "لقد كان تركيزنا -وسيظل- على التوصل إلى حل كامل وعادل ونهائي لهذه الدعوى القضائية، والسماح للمدعين بالتحدث عن أنفسهم".